PABCONFERENCE

PABCONFERENCE WEB SITE

تعليم وتعلم

أثر الجينات الوراثية على التعلم

الجينات والتعليم

إن علم الوراثة اصبح حاليا يغير من عالمنا بوقع متزايد  السرعة عن ذي قبل؛ فبواسطة تحليل الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين( دي إن إيه )، وتعديله قصد  إجراء اختبارات الكشف عن الأمراض الخطيرة وعلاجها قيد السرعة قبل أن تهدد حياة المريض، وللقبض على المجرمين وعرفة الأبرياء، ولهدف خلق مصادر طاقية حامية  كوكبنا. وقد قام علماء الجينات بتبسيط  مجال عملهم حتى تبين  لهم التأثير على علوم  الطب، والصحة العامة، والزراعة، والطاقة، والبيئة، والقانون، والسياسة الاجتماعية؛ وتزويدها بالمعلومات.

إلا أن التعليم يغيب – كما هو واضح – عن هذه القائمة، ومن تم الدروس المستقاة من علم الوراثة في  المدارس؛ وهذا ما نرى ضرورة تغييره.

أحد الشبل لمساعدة الاطفال  على تحقيق إمكاناتهم الأكاديمية هو استغلال الدروس المستقاة من أبحاث الجينات؛ فنحن الآن على دراية كبيرة – وإن كنا لا ندري  كل شيء على أية حال بالطرق التي تؤثر  الجينات في التعلم، وبالكيفية التي يتفاعل بها  الأطفال مع الخبرات التي يكتسبونها في كل من  المنزل والمدرسة.

لقد جاء الوقت كي يتفاعل  التربويون وواضعو السياسات مع علماء الجينات لإدراج هذه الاكتشافات في العملية التعليمية التعلمية؛ فسيصب  ذلك في اتجاه تحسين الأداء بالمدارس وإنجاح تعلمات الأطفال، وعلى المدى البعيد في تكوين  مواطنين أكثر فاعلية وأنجازا؛ وهذا ما ترغب في  تحقيقه المدارس والتعليم، أليس كذلك ؟

. على  غرار  مناحي السياسة العامة، التعليم مجال للاختلافات والفلسفات المتبارية، إلا أننا يمكن أن نتفق بالإجماع اساسا  على أن التعليم ينبغي أن يهب للكل الأدوات الضرورية التي  يحتاجونها في أداء وظيفتهم داخل  المجتمع. اليوم في جل  امم  العالم ، تتداخل  هذه الأدوات، أو المهارات، من الكتابة و القراءة  والحساب وإمكانية التفاعل  مع التقنيات الرقمية. وعلى الأجدر يمكننا تعيين هدفي ثانوي للتعليم يتمركز  حول فكرة وجوب استفادة البشرية  بطرق فاعلية  من توفير التعليم  وتعميمه لفائدة   لمواطنيها، وهو هدف لن يعترض عليه سوى أصحاب أكثر الأفكار الليبرالية تطرفا. مثلا: أورد تقرير حديث صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنه إذا تمكنت جميع دول المنظمة من تحقیق متوسط الأداء التعليمي الذي يحققه الفنلنديون، فإن العائد المالي المتجمع على مدار جيل واحد – الجيل المولود عام ۲۰۱۰ – الجيل المولود عام ۲۰۱۰ – سيبلغ 115 تريليون دولار، وبحلول عام ۲۰۹۰، سيزيد العائد إلى ۲۹۰ تريليون دولار، وستصدر  الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحقق أكبر دخل  بحسب هذه المقاربة الاقتصادية، بالإضافة الى  المكسيك، وتركيا، وإيطاليا، وألمانيا ، وإسبانيا ، وفرنسا . ومن الجدير بالذكر أن نظام التعليم في فلندا يولي المهارات المتعلم  الأساسية اهتماما متميزا، والفرق فيه بين التلاميذ الأكفاء والأقل كفاءة  والضئيلة نسبيا. من الضروري ينبغي ألا يختزل النظام التعليمي في هذين الهدفين؛ فالأول هو الأساس الذي ينبغي للمجتمع أو المدرسة أو المدرس الطموح إليه، أما الهدف الثاني فهو  ما هو  ثانوية للهدف الأول؛ في حال لم يتحقق هذان الهدفان، فلربما إذن يصبح لدينا تعليم شكلي بل بلا مضمون . يمكن أن يحقق كل فرد تقريبا في المجتمع أهداف التعلم البسيطة المتمثلة في القراءة والكتابة والحساب واستخدام الكمبيوتر ، بغض النظر عن مستوى ذكائه . وإن تخرج طفل واحد من المدرسة ( نستثني ها هنا أصحاب الإعاقات الشديدة)، لكن نشمل من يعانون – على سبيل المثال – من عوائق  التعلم أو العوائق الانفعالية أو السلوكية المعتدلة والمتوسطة ) دون وصول مستوى مقبول من المهارات الفردية، فقد خانته المدرسه وخانه النظام التعليمي الذي تقوم عليه المدرسة؛ وهذا غير مقبول كليا. ما يؤسف عليه أن هذه الأهداف لا تتحقق دأئما؛ فأحيانا يتخرج النشء من المدرسة بمهارات لغوية ورياضياتية غير كافية، حتى بعد قضاء 11عاما ( 15 ألف ساعة ). مثل  التعليم المتفرغ له. واحتمالات أن يصبح هؤلاء الشباب أعضاء سعداء ونافعين ومشبعين في المجتمع ضعيفة جدا، وعندما يحدث هذا، يلوم كل شخص الآخرين، وتتنوع المبررات من المجتمعات المتصدعة، حتى مدارس المناطق المزدحمة المنخفضة الدخل بمدرسيها المنهكين، وأولياء أمورها غير الداعمين، وقدراتها المتدنية، وسلوكيات طلابها الوضيعة … باختصار، أطفال يصعب التعامل معهم في ظروف تعجيزية.

حسب علم الوراثة السلوكي أن هذا تصور  خاطئ. هذه النظرية التي تهم  التعليم (وعن الحياة البشرية بشكل عام) تدلنا  بأن الأطفال  يولدون جميعا متشابهين في الإمكانيات تقريبا، ويصبحون نتاج لخبراتهم؛ فهم عبارة عن صفحات بيضاء تدون فيها أسرهم ومدارهم ومجتمعهم. ويعتقد الكثيرون أنه بإحسان  أطفالهم التصرف تتم  تنشئتهم تنشئة سليمة؛ وأنه بتفوقهم الدراسي  يتمتعون بمدرسين أكفاء وأباء داعمين.

وفي المقابل، يعتقدون أنه بسبب تغيب الأطفال عن المدرسة وبإبداء سلوگا يعادي  المجتمع، فإن آباءهم ومعلميهم خاطئون وترجع اليهم المسؤولية؛ لدرجة الحكم  بالسجن على الآباء. وعلى مستوى أقل تطرفا

، يؤدي هذا الاعتقاد بالآباء الناجحين جدا في تنشئة أطفالهم إلى تعذيب أنفسهم.

إن أخذنا كل  من عائلاتهم وقت الميلاد، وسهرنا على تربيتهم في اماكن تنشئة متشابهة تحت رعاية حكومية، فلن يكن  التشابه ممكن ببعضهم البعض أكثر مما يتشابهون فيه الآن عند دخولهم الى المدرسة، وسيغيب التشابه أكثر فأكثر مع ازدياد  نموهم.

معاينة وتحميل الكتاب pdf

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *