التدوينات في الصحة النفسية من طرف الغرب و العرب كثيرة.
وأكثر من ذلك استخدم هذا المصطلح بالذات منذ أن سمته منظمة الصحة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، كمحور من محاور نشاطها الأساسي، عرفت هذه التسمية ازدهاراً وانتشاراً كبيرين، حيث اسست في عدد كبير من الجامعات العربية فروع خاصة بالصحة النفسية، أو على أدماج الموضوع في المقررات الدراسية.
كما أن الكثير ممن يعملون في الميدان يقدمون أنفسهم كخبراء نفسيون، أو أساتذة في الصحة النفسية.
إلا أنه رغم شيوعها وانتشارها، لا زالت هذه التسمية فضفاضة في استخدامها كما في تحديدها.
فهي تكاد تكون كل شيء، ولا شيء محدداً في الآن عينه.
فلا بحث في هذا الإختصاص محددا للمعالم، ولا الممارسة بدورها محصورة ضمن نطاق معين. فمن يسمون خبراء أو عاملين في الصحة النفسية يسمون إما أطباء عقليين ، أو أختصاصيين نفسيين عياديين، والأخصائيين في الإرشاد النفسي (أو علم النفس الإرشادي)، أو حتى كذلك ما يسمون بالأختصاصيين الاجتماعيين الطبيين العقليين، عكس بقية اختصاصات علم النفس التي تشكل مجالات دراسة وممارسة محددين بوضوح كبير.
إلا أن التسمية في الإ ستعمال المهني قد تحمل في معانيها أشياء متنوعة، فهناك من يطلقها على ميدان علم النفس المرضي بصفة عامة، ومنهم من يعني بها ممارسة برامج عناية ووقاية نفسية فردية أو شاملة أو مجتمعية.