تعريف التقويم التربوي  

من أهم تعريفات التقويم ما طرحه بلوم ورأى بأن التقويم إصدار حكم عن الأفكار والأعمال .وطرق

التدريس والمواد و غيرها من الأمور التربوية المتعددة.

  ويتطلب هذا التقويم استخدام المحكات والمستويات أو المعايير وذلك لتقييم مدى دقة الأمور أو الأشياء وفعاليتها، وتحديد الجدوى الاقتصادية من ورائها. جودت سعادة،  إبراهيم عبد الله.

في سنة 1979م ، عرف آندروز Andrews، التقويم، بأنه تلك العملية التي عن طريقها نعطى درجات أو معان ذات دلالات خاصة بالنسبة للبيانات المتجمعة من تطبيق وسائل القياس المستخدمة .ما بين التقويم والتقييم .. الاتفاق والاختلاف: في اللغة الانجليزية كلمتان توضحان المراد هما : valuation وهي تترجم كلمة تقييم، بينما كلمة valuation وهي تترجم بالتقويم، ويري فؤاد أبو حطب و أخرون أن كلمة تقييم لا تتجاوز معنی تحديد القيمة.

بينما كلمة تقويم تتجاوزه إلى التعديل والتحسين و التطوير والتقييم يعتمد في جوهره على تمركزه حول ذات المقيم فهو الذي يصدر أحكامه على الأشخاص والأشياء والموضوعات.

وبالتالي هي في جوهره أحكام ذاتية تعتمد على التخمين.

وإجمالا تقول أنه لدينا كلمتان تفيدان قيمة الشيء هما تقويم وتقييم، والكلمة الأولى صحيحة لغويا وهي أعم ويراد بها معاني عدة :بيان قيمة الشيء ،تعديل وتصحيح ما أعوج .

فإذا قال شخص ما أنه قوم سلعة ما فانه يعني بذلك أنه ثمن تلك السلعة وجعل لها قيمة معلومة، وإذا قال لأي فلان أنه قوم العصا، فإنه يعني بذلك أنه علل العصا وصححها أي جعلها مستقيمة وللتقويم استعمالات عديدة كالتقويم الزمني، وتقويم  و التقويم التربوي.

التقويم اصطلاحا : حاولنا أننا نصنف عددا معتبرا من هذه التعريفات تصنيفا يسهل لنا استنباط التعريف الإجرائي.

الصنف الأول: تمتاز تعريفات هذا الصنف بأن الهدف من التقويم هو: قياس مدى تحقيق الأهداف التربوية مسبقا .

أ . تعريف بنيامين بلوم: التقويم التربوي هو إصدار حكم لغرض ما على قيمة الأفكار والأعمال والحلول والطرق والمواد … الخ وهو يتضمن استخدام المحكات والمستويات والمعايير التقدير مدى كفاية الأشياء ودقتها وفعاليتها ويكون التقويم إما كميا أو كيفيا.

ب. تعريف هاملتون: إنه العملية أو العمليات التي تستخدمها لوزن المزايا التسيية لتلك البدائل التربوية التي تعتبر في وقت من الأوقات واقعة في مجال التطبيق.

تعريف جرونلاند: التقويم عملية منهجية تحدد مدى تحقيق الأهداف وهي تتضمن وصفا كميا وكيفيا بالإضافة علی حكم القيمة.

تعريف مني بحري : التقويم يقصد به قياس مدى صعوبة الإجراءات التي اتبعت لتحديد مدى التقدم الذي أحرزه الطالب نحو تحقيق أهداف تعليمية تربوية معينة.

ج. تعريف ثورندايك وهاجن: التقويم هو العملية الكاملة لتحديد الأهداف المتعلقة بجانب من جوانب العملية التربوية وتقويم مدى تحقيق هذه الأهداف.

ح. تعريف دمرداش سرحان: إنه أي التقويم هو تحديد مدى ما بلغناه من نجاح في تحقيق الأهداف التي تسهى إلى تحقيقها بحيث يكون عونا على تحديد المشكلات و تشخيص الأوضاع ومعرفة العقبات والمعوقات بقصد تحسین العملية التعليمية ورفع مستواها ومساعدتها على تحقيق أهدافها.

تمهيدا لعلاج نقاط الضعف، والتركز على نقاط القوة،  يتطلب التدريس الجيد أيضا تقويما دقيقا في نهاية التعلم للحكم على مدى تحقيق الأهداف التدريسية بصورة شاملة . ويمثل التقويم أحد أهم المداخل الحديثة لتطوير التعليم.

فمن خلاله يتم التعرف على أثر كل ما تم التخطيط له وتنفيذه من عمليات التعليم والتعلم، ونقاط القوة والضعف فيها، ومن ثم اقتراح الحلول التي تساهم في التأكيد على نقاط القوة وتدعيمها، وتلافي مواطن الضعف وعلاجها.

. وفي هذا الشأن قال الشاعر عمر الخيام حول عملية التقويم: لدي ستة رجال أنيقين يقومون على خدمتي لقد علموني كل ما أعرفه أسماؤهم هي : لماذا؟، ماذا؟، متى؟، كيف؟، أين؟، من؟

1 تعريف التقويم التربوي :

1 .1. التقويم لغة: لقد جاء في المنجد في اللغة والأعلام كلمة قوم الشيء: أي أزال الإعوجاج، و أقام المصائل أو المعوج أي عدله، ويقال في التعجب ما أقومه أي ما أكثر اعتداله، وأصر مقيم أي مستقيم. وقوم الشيء أي عدله.

وقوام الأمر وقيامه أي نظامه وعماده وما ويقوم به . القيمة جمع قيم أي الثمن الذي يعادل المتاع، والقيمي نسبة إلى القيمة على لفظها، والقيم كل ذي قيمة، فيقال: کتاب قيم أي ذو قيمة ، وتقاوم القوم الشيء بينهم أي قدروا له ثمنا، واستقام استقامة المتاع أي قوسه بمعنى ثمنه وجعل له قيمة معتدلة أو عادلة ومستقيمة. ( المنجد في اللغة والأعلام ، 2003 : 664 ) وجاء في معجم اللغة العربية « القاموس المحيط جاء ما يلي : قومت السلعة واستقمته ثمنه: و استقام اعئدل و قومته علته فهو قويم و مستقیم. (الفيروز أبادي ، 1955 : 168 ) وجاء في معجم لسان العرب في مادة قوم ما يلي: قوم تراه أي أزال عوجه. ( لسان العرب ) .

نلاحظ مما تقدم من معان لكلمة قوم أنها تشير إلى معنى الاستقامة لكثير من الأشياء أو السلوك أو استقامة الجسم واعتداله، وهي تشير إلى ما هو مضاد للإعوجاج و الانكسار أو اعتداله بعد أن كان معوجا.

فهذه المعاني كلها لها ارتباط بمصطلح التقويم في التربية والتعليم، وأن معنى هذه الكلمة في المجال التربوي التعليمي تعني مبدئيا أمرين أساسيين هما :

أ-الإصلاح وتعديل الأخطاء والإعوجاج أثناء التعلم بالتمرين و التدريب أو بامتحان التلاميذ.

ضب- تقدير قيمة محددة لنتائج ومجهودات التلاميذ في مجالات مختلفة.

وإذا أردنا استخلاص معنى التقويم كمصطلح تربوي مبدئيا فهو يعني أساسا في مدلوله التربوي: محاسبة وتثمين كل ما يحدث من تغيير في التعلم والتعليم والسلوك والتربية بالنسبة للأهداف المسطرة مسبقا وتقدير كل ما أنجز من أعمال نظرية أو تطبيقية في مجال التربية والتعليم لمعرفة مقدار المحاصيل وتقدير البراعة والإتقان لما قد حصل قصد تعديل و إصلاح ما وقع فيه خطأ سواء وقع ذلك في الجانب التربوي التعليمي ( الجانب المعنوي للعملية التربوية )، أو في جانب التسيير الإداري، أو في جانب العلاقات البشرية داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها …

وغير ذلك مما يمكن تثمينة وتعديله تعني كلمة” التقويم تقدير الشيء وإعطائه قيمة ما، و الحكم عليه وإصلاح اعوجاجه.

ويخلط البعض بين التقويم والتقييم ويرى البعض بأنهما يعطيان المعنى نفسه فالتقويم تعني بالإضافة إلى قسمة الشيء أو العمل، تعديل أو تصحيح أو تصويب ما أعوج منه. أما كلمة تقييم فتدل فقط على إعطاء قيمة لذلك الشيء أو العمل. ( جودت سعادة، إبراهيم عبد الله، 1997: 446 ) أما اللقاني (1989: 272 ) فقد عرفه بأنه عملية التشخيص التي يتم من خلالها رصد الإيجابيات والسلبيات والبحث عن الأسباب الكامنة وراء كل قصور وضعف والتفكير في سبل العلاج .